موسم الفيضانات: عندما لم تعد المياه تعني الحياة

A woman shows the damage caused by recent floods to a Cameroon Red Cross volunteer after heavy rains in the Cameroon Far-North region. More than 350.000 people are in need of immediate assistance, requiring shelter, food and non-food items.

امرأة تظهر لمتطوع من الصليب الأحمر الكاميروني الأضرار التي سببتها الفيضانات الأخيرة بعد هطول أمطار غزيرة في منطقة أقصى شمال الكاميرون. يحتاج أكثر من 350 ألف شخص إلى المساعدة الفورية في المأوى والطعام والمواد غير الغذائية.

صورة: الاتحاد الدولي

لقد ضربت فيضانات غير مسبوقة مجتمعات في غرب ووسط أفريقيا، تمامًا كما حدث في أوروبا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا. في أفريقيا وحدها، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ستة نداءات طوارئ متعلقة بالفيضانات بينما تستمر الاستجابة لحالات الطوارئ.

على مدى عدة أشهر، شهدت بلدان في غرب ووسط أفريقيا فيضانات غير مسبوقة، دمرت المنازل والمحاصيل وجرفت الماشية وأدت إلى خسارة الأرواح البشرية.

يقف متطوعو الصليب الأحمر على الخطوط الأمامية لمساعدة المجتمعات المتضررة، بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وشركائه، الذين يعملون على تكثيف استجابتهم لحالات الطوارئ.

حتى الآن، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والجمعيات الوطنية الأعضاء، نداءات طوارئ في الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا وجنوب السودان لتوسيع نطاق الدعم، ليصل إلى المزيد من المجتمعات. ومع ذلك، فإن الاحتياجات هائلة، وهناك حاجة ماسة إلى موارد إضافية لدعم المجتمعات الضعيفة.

وتشكل الفيضانات المتعاقبة تذكيرًا صارخًا بتأثيرات تغيّر المناخ في أفريقيا. وبعيدًا عن الاستجابة الفورية للطوارئ، من الضروري وضع تدابير التكيف مع تغير المناخ لحماية المجتمعات الضعيفة، ولا سيما من خلال العمل الاستباقي لتعزيز التأهب للكوارث.

 

الكاميرون وتشاد: "لم ننم لمدة عشرة أيام"  

في الكاميرون، أثرت الفيضانات غير المسبوقة منذ أغسطس/آب 2024 على أكثر من 455 ألف شخص. وقد غمرت المياه 85 ألف هكتار من الأراضي وأدت إلى فقدان سبل العيش لآلاف الأسر.  

تقول أستا وزيري، رئيسة تعاونية نسائية لمنتجي الذرة: "لم ننم لمدة عشرة أيام. لقد دُمر متجري وجزء من منزلي، مما أدى إلى تدمير مخزوننا من الحبوب والعديد من الممتلكات القيّمة".  

استجابةً لهذه الأزمة، نشر الصليب الأحمر الكاميروني على الفور فرقًا تطوعية لإنقاذ المتضررين والقيام بعمليات الإجلاء في المناطق غير المغمورة.  

وبدعم من صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، قدم الصليب الأحمر الكاميروني مساعدات نقدية لأكثر من 4800 شخص، مما مكنهم من تلبية احتياجاتهم العاجلة مثل الغذاء والملابس والمأوى المؤقت.

كما عززت الجمعية الوطنية جهودها في مجال الصحة والصرف الصحي، كما قامت بتثقيف المجتمعات المحلية حول الممارسات اللازمة للوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، ووزعت مستلزمات النظافة.

وتقول أسكا: "بفضل المساعدة النقدية من الصليب الأحمر، أخطط لإعادة طفلين أو ثلاثة أطفال إلى المدرسة وبناء غرفة واحدة على الأقل من مواد متينة. في الوقت الحالي، نحن جميعًا محشورون في كوخ واحد".

والأهم من ذلك، كما تقول، أنها ستشتري الحبوب التي يمكنها تخزينها وإطعامها لأسرتها مع مرور الوقت.

في تشاد، تأثر أكثر من 1.9 مليون شخص، واستجاب الصليب الأحمر التشادي لتوفير المأوى والغذاء والمستلزمات الأساسية. ومع ذلك، فإن البنية التحتية غير كافية لتلبية الاحتياجات: تم تدمير 217,779 منزلاً، و432,203 هكتارًا من الأراضي الصالحة للزراعة، ونفق أكثر من 72,000 رأس من الماشية. 

متطوعون من الصليب الأحمر التشادي يساعدون صبيًا صغيرًا على الإخلاء بأمان من منطقة غمرتها الفيضانات.

متطوعون من الصليب الأحمر التشادي يساعدون صبيًا صغيرًا على الإخلاء بأمان من منطقة غمرتها الفيضانات.

صورة: الصليب الأحمر التشادي

نيجيريا: "هربت أنا وعائلتي لإنقاذ حياتنا"  

في نيجيريا، وصلت الفيضانات إلى مستويات غير مسبوقة بين يوليو/تموز وسبتمبر/ايلول 2024. وتأثرت 33 ولاية من أصل 36 ولاية، ويعود ذلك إلى الأمطار الغزيرة وانهيار سد في ولاية بورنو.  

تأثر أكثر من ثلاثة ملايين شخص، بحيث قتل 311 شخصًا وأصيب أكثر من 3000 شخص وشرّد 390 ألف شخص.  

تروي هادجارا هابو، وهي أم لخمسة أطفال دمر منزلها بسبب مياه الفيضانات، "لقد اضطررنا جميعًا إلى الفرار. لقد هربت أنا وعائلتي لإنقاذ حياتنا. لقد كانت اللحظة الأكثر فظاعة في حياتي".  

كما دمر الفيضان أكثر من 649 هكتارًا من الأراضي الزراعية، مما يعرض الأمن الغذائي للخطر في الأشهر المقبلة. يقدم متطوعو الصليب الأحمر النيجيري، بدعم من صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، المأوى والغذاء ومياه الشرب ومستلزمات النظافة.  

قدم متطوعو الصليب الأحمر قسائم نقدية لأشخاص مثل هادجارا لمساعدتهم على اجتياز الأيام المقبلة.  

"ليس مبلغًا كبيرًا من المال، لكنه سيساعدنا بعدة طرق. لقد فقدنا جميع المواد الغذائية بسبب الفيضانات؛ سيساعدني هذا وعائلتي على شراء الطعام".  

ومع ذلك، فإن العدد المتزايد من الأشخاص المتضررين يتطلب موارد إضافية.

تقف هادجارا هابو، وهي أم لخمسة أطفال، أمام منزلها وتضع يدها على عتبة النافذة فوق كتفها الأيسر لتظهر ارتفاع المياه أثناء الفيضانات الأخيرة.

تقف هادجارا هابو، وهي أم لخمسة أطفال، أمام منزلها وتضع يدها على عتبة النافذة فوق كتفها الأيسر لتظهر ارتفاع المياه أثناء الفيضانات الأخيرة.

صورة: الصليب الأحمر النيجيري

النيجر: أزمة تتفاقم بسبب تغير المناخ

في النيجر، تأثر أكثر من 1.3 مليون شخص بالفيضانات في جميع أنحاء المناطق في البلاد. وتشير الأرقام الرسمية إلى تدمير أكثر من 146 ألف منزل، وخسارة الأرواح، وتدمير أكثر من 22 ألف هكتار من المحاصيل.  

وتؤكد هذه الأحداث المناخية القاسية المتكررة بشكل متزايد على الحاجة الملحة إلى تعزيز البنية التحتية، وأنظمة الإنذار المبكر، وتبنّي استراتيجيات التكيف مع المناخ للحد من مخاطر الكوارث في المستقبل.  

يستجيب الصليب الأحمر في النيجر من خلال المساعدات الطارئة، والخدمات الصحية، والوقاية، والتوعية بمخاطر المناخ. كما يوفر الصليب الأحمر مستلزمات الإيواء، ويوزع مساعدات نقدية، وينفذ تدابير الوقاية ضد الأمراض المنقولة بالمياه للمساعدة في التخفيف من التأثيرات القصيرة والطويلة الأجل.

 

اقرؤوا المزيد عن نداءات الطوارئ الستة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المتعلقة بالفيضانات في أفريقيا:

الكاميرون  

تشاد  

إثيوبيا  

نيجيريا  

النيجر  

جنوب السودان

أخبار ذات صلة

الاتحاد الدولي في مؤتمر الأطراف للمناخ COP29: الكل يستحق تحذيرًا كافيًا قبل وقوع الكوارث

الاتحاد الدولي في مؤتمر الأطراف للمناخ COP29: الكل يستحق تحذيرًا كافيًا قبل وقوع الكوارث

| مقال

التكنولوجيا والتعليم والثقة: المفاتيح الثلاثة لبناء قدرة المجتمع على الصمود اليوم وغدًا

التكنولوجيا والتعليم والثقة: المفاتيح الثلاثة لبناء قدرة المجتمع على الصمود اليوم وغدًا

| مقال

موسم الفيضانات: "كان الأمر مرعبًا"، لكن متطوعي الهلال الأحمر خاطروا بكل شيء لإنقاذ الأرواح ومساعدة الناس على التعافي

موسم الفيضانات: "كان الأمر مرعبًا"، لكن متطوعي الهلال الأحمر خاطروا بكل شيء لإنقاذ الأرواح ومساعدة الناس على التعافي

| مقال

اليوم العالمي للعمل الإنساني: في المجتمعات الأكثر عُرضة للعواصف، المتطوعون يواجهون التحدي

اليوم العالمي للعمل الإنساني: في المجتمعات الأكثر عُرضة للعواصف، المتطوعون يواجهون التحدي

| مقال
اطلع على مزيد من الأخبار