علماء يؤكّدون أن تغيّر المناخ يدفع بالفعل إلى أزمات إنسانية في جميع أنحاء العالم جنيف، 28 فبراير/شباط 2022 - يدعو الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) إلى اتخاذ إجراءات محلية وتمويل عاجل، لا سيما تجاه الفئات الأكثر ضعفاً، لمكافحة الآثار الإنسانية المدمّرة لأزمة المناخ التي أكّدها تقرير اليوم الصادر عن علماء المناخ في العالم.
ولأول مرة، يشير تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ (IPCC) الذي نُشر اليوم إلى أنّ تغيّر المناخ يساهم ويدفع بالفعل إلى أزمات إنسانية في السياقات الضعيفة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي المناخ والظروف المناخية المتطرفة بشكل متزايد إلى النزوح في كل منطقة من مناطق العالم.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين: "يؤكّد تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ على ما شهده الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وشبكته المكوّنة من 192 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر منذ سنوات: إنّ تغيّر المناخ يتسبب بالفعل في اضطراب حياة مليارات من الناس، ولا سيما أفقر سكان العالم الذين ساهموا بأقل مستوى من انبعاثات غازات الدفيئة". "تثبت الإستجابة العالمية لكوفيد-19 بأنّ الحكومات يمكن أن تتصرّف بشكل حاسم وجذري في مواجهة التهديدات العالمية الوشيكة. نحن في حاجة إلى نفس الطاقة والإجراءات لمكافحة تغيّر المناخ الآن، ونحتاجها للوصول إلى المجتمعات الأكثر عرضة للتضرر من المناخ في جميع أنحاء العالم حتى يكون لديهم الأدوات والتمويل لتوقع المخاطر وإدارتها ".
إنّ التقرير، الذي وضعه أكثر من 200 خبير مناخ، يعيد التأكيد على المبادئ الأساسية التي لطالما دعت إليها شبكة الاتحاد الدولي لمعالجة تغيّر المناخ؛ بأنّ العمل المحلي أساسي في معالجة تغيّر المناخ، وأنّ الاستجابة للكوارث بعد حدوثها لن تكون كافية أبداً لإنقاذ الأرواح ومكافحة أزمة بهذا الحجم.
تؤكّد أحدث العلوم، بثقة تامة، بأنّ تأثيرات المناخ ومخاطره تؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف، وكذلك التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية. وهذه بدورها تزيد من صعوبة تحديات التنمية، لا سيما في المناطق النامية والمواقع المكشوفة بشكل خاص، مثل المناطق الساحلية، الجزر الصغيرة، الصحاري، الجبال والمناطق القطبية.
إلى ذلك، قال مارتن فان آلست، المؤلف الرئيسي والمنسق للتقرير ومدير مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر: "إنّ هذا التقرير هو ضوء أحمر وامض، وإنذار كبير لما نحن فيه اليوم. إنّه يخبرنا بلغة علمية لا لبس فيها أنّ نافذة العمل العالمي المنسّق لتأمين مستقبل قابل للعيش تضيق بسرعة. ويوضح أنّ جميع المخاطر التي كنا قلقين بشأنها في الماضي أصبحت الآن تواجهنا بشكل أسرع بكثير". لكن التقرير يظهر أيضاً أنّ الوقت لم يفت بعد. لا يزال في إمكاننا تقليل الانبعاثات لتجنب الأسوأ. إلى جانب ذلك، سيتعين علينا إدارة التغييرات التي لم يعد في إمكاننا منعها. لقد أثبت العديد من الحلول، مثل تحسين أنظمة الإنذار المبكر وشبكات الأمان الاجتماعي، أهميتها بالفعل. إذا رفعنا مستوى طموحنا للتكيّف مع المخاطر المتزايدة، مع إعطاء الأولوية للأشخاص الأكثر ضعفاً، فلا يزال في إمكاننا تجنب العواقب الأكثر تدميراً".
ملاحظات للمحررين
لا تستجيب الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر للكوارث عند حدوثها فحسب، بل تلعب ايضاً دوراً حاسماً في منع تحول أخطار مثل الفيضانات وموجات الحر إلى كوارث. من خلال العمل على الخطوط الأمامية في المجتمعات قبل وأثناء وبعد الكوارث، فهم يعرفون ما هو مطلوب للاستجابة لأزمات المناخ ومساعدة المجتمعات على منع المخاطر المتزايدة لتغير المناخ والتكيف معها. يهدف الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى دعم الجمعيات الوطنية الأعضاء لتقديم الخدمات إلى 250 مليون شخص كل عام في مجالات التكيّف مع المناخ والتخفيف من حدته لتقليل المعاناة والضرر.
لمزيد من المعلومات أو لترتيب مقابلة:
في جنيف: كارولين هاغا، 00358505980500
تتوفر ملفات b-roll وغير المحمية بحقوق الملكية وصور متعلقة بهذا البيان الصحفي للتنزيل والاستخدام هنا.