بنغازي/الرباط/بيروت/جنيف، 4 سبتمبر/ايلول 2024 - بعد مرور عام على الزلزال المدمر في المغرب والفيضانات الكارثية في ليبيا، يظل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلى جانب الهلال الأحمر المغربي والهلال الأحمر الليبي، ملتزمًا بدعم جهود التعافي وإعادة البناء في المناطق المتضررة بشدّة. تركت هذه الكوارث، التي ضربت في غضون أيام من بعضها البعض في سبتمبر/ايلول 2023، ندوبًا عميقة على المجتمعات المتضررة، لكنها أظهرت أيضًا قوتهم وقدرتهم على الصمود.
المغرب: عام من التعافي والقدرة على الصمود
في 8 سبتمبر/ايلول 2023، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجة سلسلة جبال الأطلس الكبير في المغرب، مما أثّر على أكثر من 660,000 شخص وتسبب في دمار واسع النطاق. تضرر أو دمر أكثر من 59,000 منزل، مما ترك 380,000 شخص بلا مأوى. ومنذ البداية، حشدت جمعية الهلال الأحمر المغربي جهودها لتقديم المساعدات الطارئة، بما في ذلك عمليات البحث والإنقاذ، والإسعافات الأولية، وتوزيع مواد الإغاثة الأساسية.
وفي معرض حديثه عن العام الماضي، قال الدكتور محمد بندلي، رئيس إدارة الكوارث، والتطوع في الإسعافات الأولية، والشباب في جمعية الهلال الأحمر المغربي: "كان حجم الدمار هائلاً، ولكن الاستجابة كانت كذلك أيضًا. لقد عمل متطوعونا وموظفونا بلا كلل لدعم المجتمعات المتضررة، ولم يقدموا المساعدات المادية فحسب، بل قدموا أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الناس على التعامل مع صدمة الكارثة".
وتحول التركيز الآن إلى التعافي المبكر، مع تركيز الجهود على توفير مآوي معزولة ومتينة، وفصول دراسية وعيادات مؤقتة، وتعزيز الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، وإعادة بناء سبل العيش، مع السعي أيضًا إلى استكمال الدعم الذي تقدمه الحكومة للأسر المتضررة. وعلى الرغم من التحديات، يظل الهلال الأحمر المغربي ملتزمًا بدعم الأسر المتضررة طالما كان ذلك ضروريًا.
ليبيا: مواجهة عواقب الفيضانات غير المسبوقة
في أوائل سبتمبر/ايلول 2023، تسببت العاصفة دانييل في هطول أمطار غزيرة على الساحل الشمالي الشرقي لليبيا، مما أدى إلى فيضانات كارثية أودت بحياة أكثر من 5900 شخص وتركت أكثر من 43,000 شخص بلا مأوى. أدى انهيار سدّين فوق مدينة درنة، الأول حوالي الساعة 11 مساءً يوم 10 سبتمبر/ايلول، والثاني أقرب إلى الساعة 1 صباحًا يوم 11 سبتمبر/ايلول، إلى تدفق كميات كارثية من المياه الى المدينة.
كانت جمعية الهلال الأحمر الليبي على الأرض فور وقوع الكارثة، حيث قدمت مساعدات طارئة، بما في ذلك عمليات البحث والإنقاذ، والإسعافات الأولية، وتوزيع المواد الغذائية، والمياه، والمأوى. ومن المؤسف أن الكارثة أودت أيضًا بحياة العديد من متطوعي الهلال الأحمر الذين كانوا يحاولون إنقاذ الآخرين.
وقال عمر جعودة، الأمين العام للهلال الأحمر الليبي: "بعد مرور عام، لا تزال المجتمعات التي نخدمها تشعر بألم الخسارة، لكن قدرة الناس على الصمود ملحوظة. لقد واصلنا دعم الأشخاص الأكثر تضررًا، بما في ذلك الآلاف الذين ما زالوا نازحين، وهم يعيدون بناء حياتهم ومنازلهم".
ينتقل الهلال الأحمر الليبي إلى مرحلة التعافي طويل الأمد من خلال إعطاء الأولوية لثلاثة مجالات رئيسية: أولاً، زيادة العمل بالتخطيط والتنفيذ في مجال التعافي وبناء القدرة على الصمود، بهدف ضمان تعزيز قدرة المجتمعات على تحمّل الصدمات المستقبلية والتعافي بشكل فعال. ثانيًا، سيعزز الهلال الأحمر الليبي قدراته واستعداده وجاهزيته. وثالثًا، سيعزز الهلال الأحمر الليبي ممارساته في إدارة الأمن لحماية عملياته وموظفيه، وخاصة في البيئات الصعبة، مع ضمان المساءلة في جميع أعماله للحفاظ على الثقة والشفافية داخل المجتمعات التي يخدمها.
تمكّن نداء الطوارئ الذي اطلقه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لدعم جهود الهلال الأحمر الليبي، والذي كان يهدف إلى جمع 20 مليون فرنك سويسري لتلبية الاحتياجات الواسعة النطاق، من جمع 12.4 مليون فرنك سويسري حتى الآن. كانت هذه الأموال حاسمة في دعم 130 ألف شخص بالخدمات الأساسية، بما في ذلك المأوى، والرعاية الصحية، والدعم النفسي والاجتماعي. ويعمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أيضًا على تعزيز قدرة جمعية الهلال الأحمر الليبي على الاستجابة للكوارث في المستقبل من خلال تجديد المرافق الرئيسية وتجهيز مركز عمليات الطوارئ في درنة.
التطلع إلى المستقبل: طريق طويل نحو التعافي
تواجه كل من المغرب وليبيا طريق طويلة وصعبة للتعافي. وسيواصل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جنبًا إلى جنب مع الهلال الأحمر المغربي والليبي وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأخرى في جميع أنحاء العالم، الوقوف إلى جانب هذه المجتمعات، وتقديم الدعم اللازم لضمان تعافيها، فضلاً عن بناء القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث المستقبلية.
وقال الدكتور حسام الشرقاوي، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "كانت أحداث العام الماضي بمثابة تذكير صارخ بهشاشة المجتمعات في المناطق المعرضة للكوارث. لكنها سلطت الضوء أيضًا على أهمية التأهب المحلّي والتأثير المذهل للجهود الإنسانية الجماعية. ونحن ملتزمون بدعم الهلال الأحمر المغربي والليبي في عملهما المتواصل لمساعدة هذه المجتمعات على إعادة البناء والازدهار".
لمزيد من المعلومات أو لطلب مقابلة، يرجى التواصل مع [email protected]
في جنيف:
توماسو ديلا لونغا: 0041797084367
أندرو توماس: 0041763676587
في بيروت:
مي الصايغ: 009613229352